أوبئة فرنسي عن الكورونا: لا مصلحة للكورونا بقتل حامله لأنه يموت هو أيضاً

HomeSociology

 أوبئة فرنسي عن الكورونا: لا مصلحة للكورونا بقتل حامله لأنه يموت هو أيضاً

في ما يلي ترجمتي لمقابلة مع عالم الأوبئة الفرنسي لوك بيرينو عن فيروس الكورونا. أجرت مجلة لوبوان مقابلة مع عالم الأوبئة الفرنسي والأستاذ في جامعة م

مجاهدون دمويون ومقنّعون وعاريات
رئيس تحرير “بلومبرغ” يحاور الروبوت الصحافي: عودة النوعية؟
فنون الهيب هوب

في ما يلي ترجمتي لمقابلة مع عالم الأوبئة الفرنسي لوك بيرينو عن فيروس الكورونا.

أجرت مجلة لوبوان مقابلة مع عالم الأوبئة الفرنسي والأستاذ في جامعة مدينة ليون لوك بيرينو، حاورته فيه حول طبيعة وباء الكورونا وأسباب تفشيه وكيفية انتشاره. هنا ترجمة للمقابلة التي نشرت على موقع المجلة الالكتروني بتاريخ 17/2/2020.


لوبوان: إذا ما قارنا بين وباء السراس عام 2002 وفيروس كورونا اليوم (أو الكوفيد 19)، ما هي الفوارق التي تلحظها؟

لوك بيرينو: يدرس علماء الأوبئة جانبين من الفيروس: أولاً ، قدرته على الفتك بحياة الناس. وهي 2٪ بالنسبة للكورونا (أو الكوفيد 19)، فيما كانت 10 ٪ بالنسبة للسارس. ثانياً، العدوى: كما هو الحال مع السارس، الكورونا هو عدوى بين البشر تحدث عن طريق التنفس، وبهذا يتشابهان نسبياً. نحن نعلم أنه في ووهان، تم تشخيص 600000 مريض من أصل ما يقرب من 12 مليون نسمة: معدل الإصابة إذن هو 5 ٪. وبالتالي يمكن أن يكون معدل الوفيات حوالي 0.1٪. المقارنة الأنسب لهذه النسبة هي مع الأنفلونزا الأشد عدوى لدينا، والتي تقتل ما بين 5000 إلى 15000 شخص في فرنسا كل عام ويتراوح معدل الفتك بالحياة فيها من 0.1 إلى 0.5 ٪، ويكون بالتالي معدل وفيات أقل (من الجدير بالذكر أن معدل الفتك بالحياة يتم قياسه بالنسبة لعدد الحالات أما الوفيات فتقاس بالنسبة لجميع السكان.)
ما سبب ظهور سلالة جديدة من الفيروس؟
إن الفيروس هو في حال تحول دائم، لا سيما فيروسات الحمض النووي الريبي، التي تسبب أمراضًا مثل الإيبولا أو السارس أو الأنفلونزا أو التهاب الكبد الوبائي أو الحصبة. هذه طبيعته. في عائلة الفيروس كورونا، تم تحديد أربع سلالات حميدة وأربع سلالات خطيرة، بما في ذلك السارس وفيروس ميرس، الذي انتشر في المملكة العربية السعودية من 2016 وكوفيد 19 اليوم. يحمل البشر أجسامًا مضادة، وهي تشكل القدرة المناعية المضادة لهذه السلالات المختلفة. تحوّل الفيروس يعني ولادة مستضاد جيني لم يكوّن البشر أجسامًا مضادة له بعد. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الفيروس، بمرور الوقت، غالباً ما يفقد من شدته، هذا قانون التطور: لا مصلحة له في قتل مضيفه، لأنه بقتله يقتل نفسه أيضاً. لم تعد وسائل الإعلام، التي تهتم فقط بذروة انتشار الفيروس، تتحدث الآن عن السارس وميرس مع العلم انهما لا يزالان نشيطين.
تتحدث في كتابك عن تحديد المرضى رقم صفر، أي أول المصابين قبل انتشار الوباء كالسارس مثلاً؟ هل لدينا الآن الوسائل لمثل هذا التعقب؟
في السابق، كنا نحدّد موقع تفشي المرض في منطقة بأكملها، مع العلم إنه حتى في حالة الطاعون تم اكتشاف قارب في جنوى انتشرت منه العدوى ووصل إلى ميناء مارسيليا في عام 1347. لا تزال تستخدم الطريقة نفسها، لكن الوسائل تطورت وهي تسمح بعمليات بحث أسرع. بالنسبة إلى السارس، تم تشخيص طبيب في كانتون حضر حفل زفاف ابن أخته في هونغ كونغ، ومات في مستشفى كوانغ ها. موقع العدوى كان فندق متروبول وجرى تعقب من تردد اليه وكذلك المطار. من ثم حصر مكان الانتشار في فوشان، وهي مدينة بالقرب من كانتون، وبالاطلاع على ملفات المتوفين، عدنا إلى تاجر من فوشان الذي كان على اتصال بقطة الزباد، التي ربما قد التقطت العدوى من الخفافيش، هذا هو نوع التعقب الذي يجري اليوم.

اليوم جرى تعيين حيوان البانغولين (أم قرفة) كمضيف وسيط، وهو حيوان ثديي يحظى بتقدير كبير من قبل الصينيين بسبب جلده وهو الذي أتاح انتقال الفيروس بين البشر. ألا توجد خصوصية صينية تشجّع انتشار الأوبئة؟
بالنسبة لبعض الأمراض الحيوانية المنشأ، بعبارة أخرى الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات إلى البشر، يكون الطريق مسدوداً أي لا يؤدي ذلك الى انتقال الوباء من إنسان لآخر، لأن السلالة الفيروسية لم تتحول لتتيح ذلك. على سبيل المثال في حالة أنفلونزا الطيور، انتقلت العدوى الى مربّي الدواجن فقط. من المؤكد أن الصين تمثل تربة ملائمة لظهور الأوبئة. أولاً، التغيير القوي جدا في التركيبة السكانية. قبل 40 عامًا، كان 90٪ من السكان يقطنون الريف، اليوم انخفض هذا العدد إلى 50٪. وقفز التركّز المُدني بسرعة، وهو تركّز تكيّف الغرب معه على امتداد القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى ذلك، حتى إذا كان الصينيون يحترمون نظافة غذائية معينة – يعقّمون ويغلون مياههم – فإنهم يبيعون حيواناتهم حية. لماذا؟ يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أن السكان ما زالوا يحتفظون بالعادات الريفية ولا مشكلة لديهم بقتل الحيوانات بأنفسهم، ليتأكدوا من أنها طازجة. لسوء الحظ فإن البكتيريا والفيروسات تتفشى بسهولة أكبر في الحيوانات الحية مما في الحيوانات الميتة.

كيف تقيّم ردة فعل الصين، بالنظر إلى تعاملها مع السارس؟
في عام 2002، كذبوا بوقاحة وبشكل مثير للرثاء. هذه المرة بعد فترة قصيرة من محاولة الغش مرة أخرى أرادوا أن يُظهروا لمنظمة الصحة العالمية أن سلوكهم قد تغير وربما بالغوا في إظهار حسن النوايا من خلال حجر عشرات الملايين من الناس. هذا يحسّن صورتهم في الخارج، فضلاً عن أن السيطرة على الوباء محلياً يتيح لهم تقليل كلفته الاقتصادية عليهم. يجب أن نعرف أن السارس كان أول وباء تم تقييم تأثيره ليس فقط من الناحية الصحية لكن من الناحية الاقتصادية أيضاً، والتي جرى تقديرها بثلاثين مليار دولار. لكن تدابير الحجر المبالغ فيها يمكن أن تؤدي إلى اختلالات اقتصادية. لدينا القناعة الآن ومنذ تفشي الإيبولا ، إنه أدى الى قتل عدد أكبر من المرضى بسبب إنعدام التنظيم في المستشفيات وفي المجتمع مما بسبب الفيروس.

لكن الحجر يؤدي مع ذلك الى تباطؤ الوباء..
بالفعل. هذا يعني أن الفيروس لن ينتقل حول العالم في غضون ستة أشهر، ولكن خلال خمس أو عشر سنوات. سيكون الانتشار أبطأ والأرقام تتوزع على فترات زمنية أطول. خلال انتشاره العالمي، سيقوم السكان تدريجياً بتطوير أجسام مضادة تتكيف مع الطفرة الجديدة. وهذا في نهاية المطاف أمر جيد، وينسجم بالتالي مع قوانين التطور.
تحدثت عن استخدام تجاري من قِبل بعض المختبرات لهذا الرهاب الناجم عن الوباء …
إنها حلقة مفرغة. بعض الحقائق الصحية تثير اهتمام وسائل الإعلام التي تضخّم مفاعيلها. ويجري تضخيم الوباء نفسه من خلال ما يجري التداول به، وهذا بدوره يتيح لهذه المختبرات ممارسة الإبتزاز الصحي على الوزارات، التي تخشى تحمل أدنى مسؤولية. هذا هو الحال بالواقع مع الكوفيد 19، حيث نسمع عن مفاوضات بين بعض الإدارات الرسمية ومجموعة غيلياد، التي تعتزم ترويج عقار تروفادا، الذي يستخدم حتى اليوم في الوقاية من الإيدز.